منتدى التعليم الشامل
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى التعليم الشامل
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى التعليم الشامل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقالات فلسفية لشعبة العلوم التجريبية...2

اذهب الى الأسفل

مقالات فلسفية لشعبة العلوم التجريبية...2 Empty مقالات فلسفية لشعبة العلوم التجريبية...2

مُساهمة  Admin الثلاثاء يونيو 14, 2011 7:54 pm

نص السؤال : هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟

الإجابة النموذجية : الطريقة الجدلية

01 مقدمة : طرح المشكلة
من
المشاكل النفسية التي ظلت تؤرق الإنسان هي محاولة التعرف على الذات في
مختلف الصفات التي تخصها ؛ بحيث اتجه محور الاهتمام إلى تشكيل بنية الأنا
عبر الغير الذي بإمكانه مساعدته إلا أن ذلك لم يكن في حال من الاتفاق بين
الفلاسفة الذين انقسموا إلى نزعتين الأولى تعتقد أن مشاركة الأخر أي الغير
أضحت أمرا ضروريا والنزعة الثانية تؤكد على وجوب أن يتشكل الأنا بمفرده عبر
الشعور وأمام هذا الاختلاف في الطرح نقف عند المشكلة التالية : هل الشعور
بالأنا يتوقف على الغير ؟ وبعبارة أوضح وأحسن هل الشعور بالأنا مرتبط
بالأخر أم انه لا يتعدى الشخص؟


02 التحليل ومحاولة حل المشكلة

أ -الأطروحة
: الشعور بالأنا مرتبط بالغير يرى أنصار الأطروحة أن الشعور بالأنا يرتبط
بالغير فلا وجود لفردية متميزة بل هناك شعور جماعي موحد ويقتضي ذلك وجود
الأخر والوعي به .

البرهنة:
يقدم أنصار الأطروحة مجموعة من البراهين تقوية لموقفهم الداعي إلى القول
بان الشعور بالأنا يكون بالغير هو انه لا مجال للحديث عن الأنا خارج الأخر

الذي
يقبل الأنا عبر التناقض والمغايرة ومن هنا يتكون شعور أساسه الأخر عبر ما
يسميه ديكارت بالعقل الذي بواسطته نستطيع التأليف بين دوافع الذات وطريقة
تحديد كيفيات الأشياء والأشخاص وفي هذا السياق يعتقد الفيلسوف الألماني

"هيغل " أن وجود الغير ضروري لوجود الوعي بالذات فعندما أناقض غيري أتعرف
على أناي وهذا عن طريق الاتصال به وهنا يحصل وعي الذات وذات الغير في إطار
من المخاطرة والصراع ومن هنا تتضح الصورة وهي أن الشعور بالأنا يقوم مقابله
شعور بالغير كما انه لابد للانا أن يعي الأخر إلا أن الأخر ليس خصما ولا
يتحول إلى شيء لابد من تدميره كما يعتقد البعض بل إلى مجال ضروري الاهتداء
إليه لبناء ذات قوية فقد تختلف الذوات وتتنوع رؤى فكرية كثيرة ولكن لا يفسد
ذلك ودا جماعيا وحتى وان استنطق الإنسان في نفسه غرائز الموت والتدمير
الطبيعية فان مفهوم الصراع يناسب مملكة الحيوانات ومنطق قانون الغاب وهذا
الأمر لا ينطبق على من خلقوا من اجل التعارف وليس بعيدا عن الصواب القول
بان وعي الذات لا يصبح قابلا للمعرفة إلا بفعل وجود الأخر والتواصل معه في
جو من التنافس والبروز ومن هنا يمكن التواصل مع الغير ولقد كتب المفكر
المغربي محمد عزيز لحبابي " إن معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته
كما هو ضمن هذه العلاقة : "الأنا جزء من النحن في العالم "

وبالتالي فالمغايرة تولد التقارب والتفاهم ويقول تعالى : " ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين.
وهكذا
فالشعور بالأخر تسمح لنا بالمتوقع داخل شخصية الأخر والاتصال الحقيقي
بالأخر كما يرى ماكس شيلر يتمثل في التعاطف ومنه لا غنى للانا عن الغير
.
نقد الأطروحة : يمكن الرد على هذه الأطروحة بالانتقادات التالية
إن
الشعور بالأنا يتأسس على الغير لكن الواقع يؤكد بأنه قد يكون عائقا وليس
محفزا لتكون ذات قوية فكل" أنا" يعيش مجالا خاصا وفي ذلك رغبة فردية وشخصية
.

ب - نقيض الأطروحة :" الشعور بالأنا شخصي
يرى
أنصار الأطروحة أن الأنا يعيش مع ذاته ويحيا مشاريعه بنفسه وبطريقة حرة أي
كفرد حر وهذا الامتلاك يكون بمقدوره التعامل مع الواقع بشكل منسجم
.
البرهنة:
يقدم أنصار هذا النقيض جملة من البراهين في تأكيدهم على الشعور بالأنا على
انه شخصي ولا مجال لتدخل الغير الذي يعتبره أنصار النقيض بأنه عقبة لا بد
من تجاوزها ؛

ومن هذا المنطلق يؤكد الفيلسوف الفرنسي ماي دوبيران على أن الشعور بالواقع ذاتي وكتب يقول
: " قبل أي شعور بالشيء فلابد من أن الذات وجود " ومن مقولة الفيلسوف
يتبين أن الوعي والشك والتأمل عوامل أساسية في التعامل مع الذات ووعيها
ولقد كان سارتر اصدق تعبيرا عندما قال " الشعور هو دائما شعور بشيء

ولا
يمكنه إلا أن يكون واعيا لذاته " ومن هنا يتقدم الشعور كأساس للتعرف على
الذات كقلعة داخلية حيث يعيش الأنا داخل عالم شبيه بخشبة المسرح وتعي الذات
ذاتها

عن طري ما يعرف بالاستبطان
فالشعور مؤسس للانا والذات الواعية بدورها تعرف أنها موجودة عن طريق الحدس
ويسمح لها ذلك بتمثيل ذاتها عقليا ويكون الحذر من وقوف الآخرين وراء
الأخطاء التي نقع فيها ولقد تساءل" أفلاطون
"
قديما
حول هذه الحقيقة في أسطورة الكهف المعروفة أن ما يقدمه لنا وعينا ما هو
إلا ظلال وخلفها نختبئ حقيقتنا كموجودات " كما يحذر سبينوزا من الوهم الذي
يغالط الشعور الذي لابد أن يكون واضحا خاصة على مستوى سلطان الرغبات
والشهوات ومن هنا فقد الجحيم هم الآخرون على حد تعبير أنصار النقيض فيريد
الأنا فرض وجوده وإثباته

ويدعو فرويد
إلى التحرر الشخصي من إكراهات المجتمع للتعرف على قدرة الأنا في إتباع
رغباته رغم أنها لا شعورية وهكذا فألانا لا يكون أنا إلا إذا كان حاضرا
إزاء ذاته أي ذات عارفة
.
نقد نقيض الأطروحة
: إن هذا النقيض ينطلق من تصور يؤكد دور الأنا في تأسيس ذاته ولكن من
زاوية أخرى نلاحظه قاصرا في إدراكها والتعرف عليها فليس في مقدور الأنا
التحكم في ذاته وتسييرها في جميع الأحوال ففي ذلك قصور.


التركيب:
من خلال لعرض الأطروحتين يتبين أن الأنا تكوين من الأخر كما انه شخصي هذا
التأليف يؤكد عليه الفيلسوف الفرنسي غابريال مارسيل عن طريق التواصل أي رسم
دائرة الانفراد دون العزلة عن الغير أي تشكيل للانا جماعي وفردي أي تنظيم
ثنائي يكون ذات شاعرة ومفكرة في نفس الوقت .


03 خاتمة وحل المشكلة
يمكن
القول في الختام أن الشعور بالأنا يكون جماعيا عبر الأخر كما انه يرتبط
بالأنا انفراديا ومهما يكن فالتواصل الحقيقي بين الأنا والأخر يكون عن طريق
الإعجاب بالذات والعمل على تقويتها بإنتاج مشترك مع الغير الذي يمنحها
التحفيز والتواصل الأصيل وتجاوز المآسي والكوارث . داخل مجال من الاحترام
والتقدير والمحبة
.

مشكلة : الحرية والمسؤولية

المقالة التاسعة : منقولة
نص السؤال :
هل الحتمية عائق أم شرط لممارسة الحرية؟الإجابة النموذجية : الطريقة الجدلية
طرح المشكلة
: إذا كانت الحرية حسب "جميل صليبا " هي : "الحد الأقصى لاستقلال الإرادة
العالمة بذاتها المدركة لغاياتها " أي أن يتصرف الإنسان حسب ما يمليه عليه
عقله ، بينما الحتمية تعني إذا تكررت نفس الأسباب في نفس الشروط فإنها تحقق
نفس النتائج ، فلقد اتخذ أنصار النزعة الوضعية من هذا المبدأ حجة ينفون
بها الحرية عن الإنسان ، في حين يعتبر بعض المفكرين من أنصار الطرح الواقعي
بان الحتمية هي شرط ضروري لوجود الحرية ، هذا الجدل الفكري يدفعنا إلى
التساؤل : هل علاقة الحرية بالحتمية هي علاقة تعارض أم علاقة تكامل ؟


محاولة حل المشكلة :
1 - الأطروحة
: موقف نفي الحرية باسم الحتمية :يرى أنصار النزعة الوضعية (العلمية ) بان
الحتمية عائق لوجود الحرية ، فالعلاقة بين الحرية والحتمية هي علاقة تعارض
وهذا يعني إن كل أفعال الإنسان وتصرفاته مقيدة بأسباب وشروط أي بمجموعة من
الحتميات فهو غير حر .

الحجج : تتمثل الحتميات التي تتحكم في نشاط الإنسان في :
ـــ الحتمية الطبيعية
: الطبيعة تخضع لنظام عام شامل وثابت وما دام الإنسان جزء من الطبيعة فهو
يخضع لقوانينها ، فالطبيعة هي التي دفعت الإنسان إلى العمل مثل الحرارة
والبرودة والأمطار والجفاف ....الخ . ويعتقد العلمانيون أن الإنسان هو
عبارة عن تركيبات كيميائية وفيزيائية يخضع للقوانين الطبيعية بطريقة آلية
مثله مثل الظواهر الجامدة ( الجزء يخضع لنظام الكل ) .

ـــ الحتمية البيولوجية
:الإنسان يسعى من اجل تحقيق دوافعه الفطرية البيولوجية للحفاظ على بقائه
واستمراره مثل : دافع الجوع ، والتكاثر ... فالدوافع البيولوجية الحيوية هي
التي تتحكم في سلوك الإنسان .

الحتمية
النفسية : يرى فرويد إن أفعال الإنسان الواعية وغير الواعية أسبابها دوافع
لاشعورية فأفعال الإنسان مقيدة بمكبوتات اللاشعور . أما المدرسة السلوكية
فتفسر جميع نشاطات الإنسان على أنها مجرد أفعال منعكسة شرطية أي مجرد ردود
أفعال عضوية على منبهات
.
الحتمية
الاجتماعية : يرى علماء الاجتماع وعلى رأسهم دوركايم " بان القواعد
والقوانين الاجتماعية تتصف بالقهر والإلزام فهي تجبر الفرد على أتباعها
بالقوة والدليل على ذلك وجود العقوبات
.
النقد : هذه المواقف تهمل دور العقل والإرادة ولا تميز بين الإنسان والحيوان
2 – نقيض الأطروحة
: موقف أنصار التحرر : الحتمية في نظرهم هي شرط ضروري لوجود الحرية
فالعلاقة بين الحتمية والحرية هي علاقة تكامل : فوعي الإنسان بمختلف قوانين
الحتمية هو مصدر تحرره ، وان التحرر لايعني إلغاء القوانين وإنما معرفتها
للبحث عن الوسائل المناسبة للسيطرة عليها ، ويتم التحرر بالسيطرة على مختلف
العوائق والتي تتمثل في :

ـــ التحرر من الحتمية الطبيعية
: يتم بمعرفة قوانين الطبيعة ومقاومته لمختلف العوائق بفضل العلم والتقنية
مثل التغلب على الحرائق و على الحرارة و على البرودة وتفادي مخاطر الزلازل
لذلك يقول:"بيكون" "إننا نخضع للطبيعة لكي نخضعها " ويقول "ماركس" : "إن
الحرية تتحقق بالتغلب على العوائق الطبيعية بالعلم والتقنية " ويؤكد
"انجلز" :" الحرية تتمثل في السيطرة على أنفسنا وعلى العالم الخارجي من
حولنا " .

ـــ التحرر من الحتمية الاجتماعية
: بإمكان الفرد التحكم في القواعد والقوانين التي تنظم الحياة الاجتماعية ،
فيستبدل القوانين البالية بقوانين جديدة تحقق التطور والدليل على ذلك
ثورات الأنبياء والعلماء والمصلحين ....... الخ . تدل دراسات علم النفس أن
الفرد لا يكتفي بالتقليد بل يقوم بالمعارضة ومقاومة القوانين التي لا
تناسبه ويستبدلها بغيرها .

ـــ التحرر في موقف "المادية التاريخية"
: " كارل ماركس " : يربط ماركس الحرية بنوع النظام الاقتصادي وشكل الملكية
، فالملكية الفردية لوسائل الإنتاج وعلاقاته في النظامين الإقطاعي
والرأسمالي أدت إلى الاستغلال والطبقية ولكي يتحقق التحرر لا بد من الوعي
والقيام بالثورة وتغير نظام الملكية من ملكية فردية إلى ملكية جماعية أي
تغيير النظام الاقتصادي من نظام رأسمالي إلى نظام اشتراكي .

ـــ التحرر من الحتمية البيولوجية
: بما إن الإنسان كائن عاقل فهو يملك قدرة التحكم في دوافعه البيولوجية
وتحقيقها بطرق مشروعة يراعي فيها القوانين الأخلاقية والدينية ...الخ مثل
التغلب على دافع الجوع بالصوم وتجاوز دافع حب البقاء بالجهاد في سبيل الوطن
.

ـــ التحرر من الحتمية النفسية : ويتم من خلال التحكم في الميول والعواطف والأهواء والرغبات و وإخضاعها لسيطرة الإرادة والعقل ....الخ .
النقد:
لكن رغم محاولات الإنسان من الانفلات من القيود عن طريق العلم والعمل لا
يستطيع التخلص منها كلية بمفهوم التسخير و لا التخلص منها مطلقا . ومع ذلك
فهو صاحب القرارات وكائن المسؤوليات .


2

3 - التركيب:
الحرية هي تجسيد لإرادة الإنسان في الواقع ، لذلك يؤكد "بول فولكي " إن
العلاقة بين الحرية والحتمية هي تكامل ومنه فالحتمية ليست عائق بل هي شرط
لوجود الحرية .


حل المشكلة : ليست الحتمية عاق في وجه الحرية بل إن غابت الحتمية غابت معها الحرية .

المقالة العاشرة :
نص السؤال : قيل إن الحتمية أساس الحرية أثبت بالبرهان صحة هذه الأطروحة ؟
الإجابة النموذجية : استقصاء بالوضع

طرح الإشكالية :
يقول أحد الفلاسفة " أعطيني حلا لمشكلة الحرية أعطيك حلا لكل المشاكل الفلسفية
" إذا فربما هذه المقولة أكبر دليل يدفعنا إلى القول بأن الحرية من أعقد و
أقدم المشكلات الفلسفية فهي لها صلة مباشرة بما وراء الطبيعة ولقد شاع بين
بعض الفلاسفة من أنصار الحتمية أنه لا مجال للحديث عن الحرية في عالم
تحكمه مجموعة من الحتميات الصارمة إلا أن هناك من يعتقد عكس ذلك وهم فريق
أنصار التحرر الذين يروا أن التسليم بوجود الحتميات و إدراكها شرط لممارسة
الحرية فإلى أي مدى يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة ؟ وهل يمكن إثباتها بحجج ؟
وبالتالي الأخذ برأي مناصريها ؟

محاولة حل الإشكالية :
عرض منطق الأطروحة
: هذا الموقف الفلسفي يرفض الطرح الميتافيزيقي لمشكلة الحرية باعتبارها
مشكلة الإنسان الذي يعيش في الواقع ويواجه جملة من الحتميات . وأول من
ابتدأ الطرح الواقعي لها الفيلسوف المسلم "ابن رشد " ( 1126 – 1198) ونزع
التعارض القائم بين الحرية والحتمية ؛ حيث قدم وجهة نظر جديرة بالاهتمام .
فالإنسان عنده حر حرية محدودة في حدود قدرته وعلمه ووعيه حيث يقول في هذا
الصدد " ... أن الله تبارك و تعالى قد خلق لنا قوى نقدر بها أن نكتسب أشياء
هي أضداد . لكن لما كان الاكتساب لتلك الأشياء ليس يتم لنا إلا بمواتاة
الأسباب التي سخرها الله من خارج وزوال العوائق عنها ، كانت الأفعال
المنسوبة إلينا تتم بالأمرين جميعا ..." ونفس الموقف نجده يتكرر مع
الفيلسوف الفرنسي بول فولكي عندما يقر أن الحرية والحتمية في واقع الأمر
متكاملتان والتحرر حسبه يقتضي معرفة القيود و الموانع و الحتميات التي
تعترضه . وقد اعتمد هذا الموقف على المسلمة التالية : أن الحتمية والحرية
مفهومان غير متناقضين – حسب الطرح الميتافيزيقي - وإنما الحتمية شرط ضروري
لقيام الحرية ، أما الحجج المعتمدة في هذا الطرح : نذكر منها الحجة
الواقعية التي استخدمها بول فولكي في إثبات علاقة التكامل بين الحتمية
والحرية بل رأى أنه انعدام الحتمية يؤدي إلى انعدام الحرية ؛ فعدم وجود
قوانين تنظم السلوك الإنساني وتوجهه يؤدي إلى الفوضى في السلوك يفقد من
خلالها الإنسان حريته وقد قوى حجته بمثال رائع حينما قال " إنه من السهل
علينا أن نذهب حيث شئنا بسيارة لأن حركتها مضبوطة ومدروسة بدقة سلفا ،
ولكنه من الصعب أن نستعمل الحصان لأن حركاته كثيرا ما تكون عفوية . وهناك
حجة تاريخية تؤكد هذا الطرح : و هو أن الإنسان عندما تعرف كيف يقرأ مجهولات
الطبيعة عن طريق العلوم الطبيعية خاصة استطاع بها الكائن البشري أن يتحرر
من مجموعة من القيود هذا الذي جعل "مونيي " ( 1905 – 1950) يقول : " إن كل
حتمية جديدة يكتشفها العالم تعد نوطة تضاف إلى سلم أنغام حريتنا " .

نقد خصوم الأطروحة
: يرى هذا الاتجاه أنه من التناقض الجمع بين الحرية والحتمية في آن واحد .
فحسب هذا الموقف إما أن تكون الحرية كمفهوم مطلق موجودة [من دون أي إكراه
خارجي أو داخلي وبما الإنسان كائن عقلاني كما يؤكد أهل إثبات الحرية بدلالة
شهادة الشعور تارة حسب "ديكارت " ( 1596 – 1650) " مين يبيران " ( 1766 –
1824 ) و برغسون ( 1859 – 1941 ) حيث يعتبرها هذا الأخير إحدى مسلمات
الشعور والتي ندركها بالحدس ، إنها حسبه ذلك الفعل الذي يتبع من الديمومة
أو الأنا العميق أما سارتر ( 1905 – 1980 ) أن الحرية هي جوهر الوجود
الإنساني وتارة أخرى يعتمد هذا الاتجاه باسم الحجة الأخلاقية بدعوى مشروعية
التكليف ففريق المعتزلة يرى أنه يطلب من المكلف إما الترك أو الفعل و يؤكد
على نفس الموقف الفيلسوف الألماني " إيمانويل كانط "( 1724 – 1804 ) حيث
يقول " إذا كان يجب عليك فإنك تستطيع " بالإضافة إلى ذلك الحجة الاجتماعية
والحجة الميتافيزيقية التي تثبت وجود الحرية ] وإما أن تكون الحرية غير
موجودة بمفهوم مطلق أي توجد الحتمية التي تنفيها و يمثل هذه الفكرة " أهل
النفي " وهم أنصار الميتافيزيقا الإسلامية ( يمثلها جهم بن صفوان المتوفي
سنة 128 ه الذي يرى أن الإنسان مسير بإرادة الله ) في العصور الوسطى
وامتداداتها إلى العصر الحديث مع موقف سبينوزا (1632 - 1677) الذي يقول
بموقف الضرورة الإلهية. وكذلك نجد أنصار النزعة العلمية الحديثة الذين
يقرون بأن الإنسان محفوف بمجموعة من الحتميات تمنعه أن يكون حرا حرية مطلقة
وقد عددوها بين حتميات ؛ فيزيائية ( أفعال وأفكار الإنسان تنطبق عليها
قوانين الحتمية مثل انطباقها على الظواهر الفيزيائية والكيميائية ) و حتمية
بيولوجية ( يرتبط سلوك الإنسان بمكوناته البيولوجية التي تفرض عليه
السلوكات التي يفعلها لهذا فهو يتصرف إلا في حدود هذه المكونات يقو العالم
الإيطالي لومبرزو " أن المجرمين ليسوا مجرمين بإرادتهم وإنما الطبيعة
البيولوجية هي التي أجبرتهم على ذلك " ) وحتمية نفسية ( ترى أن السلوك
الإنساني مرتبط بالمجريات النفسية تأتي إما في شكل منبهات طبيعية واصطناعية
حسب واطسن ( 1856 – 1939 ) أو تأتي على شكل مكبوتات لاشعورية يستطاع أن
يتنبأ بها حسب فرويد و في كلتا الموقفين الإنسان هو محتم أن يعمل وفق هذه
الضغوطات كلها وهذا يأخذنا إلى نوع أخير من الحتميات وهو الحتمية
الاجتماعية ( ترى أن أفعال الإنسان الفردية إذا لم تلتزم بقواعد المجتمع
التي تسير حياته مهما بلغت طموحاته فلا يجب على الإنسان أن يتجاوزها مثل ما
يؤكد عليها دوركايم ( 1858 – 1917 ) ) وبعد أن عرضنا كل موقف الخصوم ورغم
حججه الدامغة نجد أنه يتعرض إلى عدة انتقادات نكرها فيما يلي :

- نفي الحرية بحجة وجود الحتميات
الداخلية و الخارجية ، دعوة إلى السلبية والخضوع والاستسلام وهذا الذي كان
حاصلا فعلا في العالمين سواء الإسلامي في أواخر سقوط نهضته عندما لم يستمع
لأفكار ابن رشد وانصاع لفكرة الحتمية ، أما العالم الغربي فقد نام طيلة
العصور الوسطى بفكرة الحتمية المسيحية التي شللت عقول وجهود الإنسان الغربي
.

- الإنسان يملك قوى كالعقل و الإرادة و الشعور تمكنه من إدراك الحتميات وتسخيرها لخدمة مصالحه
- الحرية ليست مشكلة للتأمل
الميتافيزيقي بقدر ما هي مشكلة الإنسان وسلاحه لمواجهة كل أشكال الضغط .
فعلى الفلسفة أن تواكب طموحات الإنسان لا أن تسكنه في معراج الأحلام
الوهمية البعيدة عن التصور ولو تجسد للحظة وهم الحرية المطلقة.

- و ابرز من جسد الفعل النقدي للطرح
الميتافيزيقي الفيلسوف كارل ماركس ( 1811 – 1883 ) الذي فضل تغيير العالم
بدعوته إلى التحرر أحسن من تفسير العالم كما تعكف الفلسفة على فعله الآن .
ولذلك أدرج التيار التقليدي الذي يطرح الحرية طرحا ميتافيزيقيا ضمن
التيارات الرجعية الرافضة للتقدم الأمر الذي ساعد على تأسيس فكرا جديدا
يمثله التيار التقدمي التنموي في مواجهة الثابت والستاتيكي .

الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية شكلا ومضمونا:
إن الأطروحة القائلة بأن الحتمية أساس الحرية نستطيع الدفاع عنها و إثباتها بحجج و أدلة جديدة تتمثل فيما يلي :
أما
الحجة الأولى تقول أنه كل دعوة إلى ممارسة الحرية خارج إطار القوانين دعوة
إلى الفوضى و التمرد واللامبالاة فلو تركت الأجرام السماوية من دون نظام
وقوانين لاختلطت وتصادمت يبعضها البعض ونفس المقياس نقيس به الإنسان فبقدر
بحثه عن الحرية بقدر حاجته إلى قوانين تنظم حياته فها هانا حقا سيحصل
التوازن لا محالة . أما الحجة الثانية فتقول أن الكائن البشري يسري في طريق
تحرر كلما بذل من جهد عن طريق العمل مثل ما أكده الفيلسوف هيجل ( 1770

– 1831) واعتبره منبع للحرية كما بينه في جدليته الشهيرة " جدلية السيد
والعبد " حيث تحول العبد بفضل العمل إلى سيد على الطبيعة و سيد سيده ، أما
السيد فهو عبد للطبيعة وعبد لعبده لارتباطه بعبده في تلبية حاجياته . أما
الحجة الثالثة قائمة على دور العلم في كشف القوانين التي تعتبر قيود تنتظر
الفك نحو تحرر الإنسان منها . فقد سجل الإنسان حسب الاستقراءات التاريخية
قفزات هائلة في حلقات الانتصار على الطبيعة وظواهرها ( الفيضانات ،
البراكين ، الأمراض ...) أنظروا معي في المقابل (أنشئت السدود ، أخليت
المناطق البركانية ، اكتشفت كل أنواع المضادات ضد أفتك الأمراض مثل داء
الكلب كان يشكل حتمية مخيفة على الإنسانية في فترة من الفترات إلى أن جاءت
مضادات باستور وحررت الإنسان من قيد الموت المؤكد...) و نفس الحال يتكرر
كلما اشتدت الحمية خناقا على الإنسان جاء العلم ليحل ويطلق سراح الإنسان من
خوفه وحيرته . كما أننا يجب أن ننتبه أن إنسان اليوم صار أكثر حرية من
إنسان الماضي لأنه أكثر اكتشافا للحتميات فبفضل قوانين الأثير أصبح العالم
عبارة عن قرية صغيرة على حد قول عالم الاجتماع الكندي ماك لوهان وصولا إلى
فضاء الانترنت و إلى كل أنواع التقدم الحاصل إلى حد كتابة هذه المقالة ، ضف
إلى ما توصل إليه الإنسان في معرفة القوانين النفسية التي مكنت الإنسان من
التحرر من نقائص الطبع ومختلف الميول والرغبات والعقد النفسية المختلفة ،
أما في الجانب الاجتماعي فلقد استطاع علماء الاجتماع أن يحصوا الظواهر التي
تؤذي المجتمعات الإنسانية فقاموا بتقليص كل المشاكل التي تهدد انهياراتها
مثال حي أنظر سياسة تعامل المجتمعات الغربية مع ظاهرة التدخين أو ظاهرة
المخدرات من أجل تقليص أعدادهم وتضمن السلامة الكافية لراسمي مستقبلها .
وقس على ذلك كل الممارسات السياسية و الاقتصادية في ظل عملية التأثر
والتأثير بين الفرد ومجتمعه في مسائل الالتزام بالقوانين والشعور بالتكليف
والمسؤولية وفي نفس الوقت المطالبة بكل أنواع الحقوق و في جميع المجالات .

حل الإشكالية :
وبعد
أن صلنا وجلنا في غمار هذه الأطروحة نؤكد على مشروعية الدفاع و الإثبات
لأنه يظهر لنا أن القول بأن الحتمية أساس الحرية أمر أكده العلم وأثبت
تاريخ العلوم و الاكتشافات و كل الاختراعات ذلك ومنه نخلص إلى أنه كلما
زادت وتطورت معارف الإنسان كلما اتسعت دائرة الحرية . وعليه نكثر من تكرار
قول لا بد من معرفة الحتميات و القوانين شرط لممارسة الحرية و التأكيد على
الطابع العملي لمشكلة الحرية لا يستبعد الجانب الفكري الذي يتمثل في الوعي
بالأهداف و الغايات و الأبعاد لفعل التحرر . فنحن نعيش في وقتنا الحاضر
لحظة رعب من إفلونزا الخنازير جعل من منظمة الصحة العالمية أن تدق ناقوس
الخطر بل جعلت المرض في الدرجة الخامسة لكننا متأكدين أن العلم لن يقبع
متفرجا أمام هذا المرض لأن الإنسان مرتبط دائما بآية قرآنية "وما أوتيتم من
العلم إلا قليلا " وهي كونية بالنسبة لأي إنسان شد الرحال إلى أن يكتشف
ألغاز الطبيعة وهذا ما يؤكد فعلا صحة أطروحتنا
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 176
نقاط : 473
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

https://ala-bigboss.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى